تركته مهزوزة الخاطر
تركته والدمع يجري من عيني
بكيت بحرقه
اعطاني آمال كاذبة
سقاني من دموعه
وكان يغسلي , نعم يغسلني
ويكفنني ويمشي بي الى القبر
قتل فيني كل جرح
قتل فيني مشاعري
قتل قلبي الصغير
كنت طفلة لا تستطيع انتشال جروحها
كنت فتاة صغيرة تعتبر الحياة فراشات كبيرة ملونة
هو من قتلها , جعلني انظر للحياة بيأس
كنت أحلق رافعة جناحي للأعلى
أخفض جناحي , أجل أخفضهم
حبسني في قفصة وكتب قصة حياتي بيدة
أغلق جميع ابواب السعادة
جاء بوحشيته, قسوته , هدوءه , وغضبه
ففتح عيني وجعلني أرى أن كل ما حولي ليس فراشات مثلما اعتقدت
بل كل ما حولي وحوش لا ترحم , وحوش لا يوجد بقلبها ذرة رحمه
طعنني , طعنني في ظهري بسكين الشك
ثم ..
ثم جاء يعتذر
جاء يعتذر ويمد يديه لي ليرفعني عن عثرتي
مد يديه
رفضت جوارحي النهوض
بل بقيت مستلقية على الارض
جاء يمد لي يده مرة أخرى
دمرني , دمر حياتي , ودمر جميع آمالي وحطمها
فجلس بجانبي ومد يديه مرة ثالثة
قفزت في حظنه , اطلب الرحمة , اطلب الامان الذي لم اعشه في حياتي
أطلب العون
فتح صفحة جديدة , قمنا بتسطيرها معا
وكتبنا حروفها معا
وفهمت ما بين السطور
تعلقت بشدة فيه
كنت خائفة , خائفة من الحياة
تمسكت بحبله , وتسلقته
وصلت للقمة فوجدته ينتظرني
أمرني بالجلوس معه
اطعته , لانه لا يوجد اي مكان اذهب اليه
أعاد لقلبي الحياة
أعاد لجوارحي ومشاعري الحياة
أراني الجزء الجميل منها
فحمدت ربي
واقحمني في حياته وجعلني أكتب قصة حياتنا معه
طلب مني الوقوف والذهاب
الذهاب لعالم لا يعرفه غيرنا
ذهبت معه , ووقفت فرأيت الحياة بألوانها مرة أخرى
جعلني أشعر بالسعادة وأحيا الفرح في قلبي بعد أن قتله
هو قصة حياتي
وسيبقى يسطرها معي ويكتب أحرفها بيده
وانا أكتب ما بين السطور لأكملها