يعي الكثير أهمية الحديد للصحة العامة كونه يدخل في تكوين الهيمو جلوبين الضروري لنقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم وصرف ثاني اكسيد الكربون وغيرها من الفوائد, كما يعرف الكثيرون أعراض فقر الدم والتي تنتج غالبا من نقص الحديد من تعب سريع وصداع وفقدان للشهية وهشاشة الأظافر وضعف المناعة, كما يعي الكثير أن تناول الشاي والقهوة مباشرة بعد الوجبة الغذائية يمنع امتصاص الحديد, كما أن الإفراط في تناول بعض المعادن كالكالسيوم والزنك والمنجنيز والبوفينولات المضادة للأكسدة كلها عوامل تقلل من امتصاص الحديد.
تناول الأم الحامل للحديد أثناء فترة الحمل يقيها من مخاطر الموت أو الولادة المبكرة أو حتى ولادة طفل قليل الوزن حتى لو كانت الحامل لا تعاني من فقر الدم, وذلك كما يؤكد الباحثون بقسم الطب الوقائي والصحة العامة بجامعة جين الإٍسبانية.
يوصي الباحثون بعدم زيادة جرعة الحديد للأم الحامل عن 30ملغ يوميا, وذلك تجنبا للآثار السلبية المحتملة على امتصاص المعادن, ومسارات الأكسدة وبعض المشاكل المعدية المعوية.
يتعرض المواليد(6-24شهر) المصابون بفقر الدم إلى خطر تضاؤل القدرات المعرفية والحركة والإجتماعية العاطفية, ليس هذا فحسب بل إن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يعيق النمو النفسي السليم لذلك فإن الإهتمام بمنسوب الحديد لدى هذه الفئة يعتبر ضرورة صحية ملحة, يصبح الإبتعاد عن مكملات الحديد أمر ضروري في المناطق الموبوءة بالملاريا, حيث تتفاقم المشكلة ويصعب علاج المصابين في حالة تناولهم لمكملات الحديد أطفالا كانوا أم كبارا.
نتحدث كثيرا عن مضادات الأكسدة ودورها الرائع في حماية الجسم من الأمراض والشيخوخة, لكن لسوء الحظ, فالحديد الزائد مشجع معروف لحدوث الأكسدة، لذلك يجب الإنتباه من استمرار تناوله عن طريق المكملات لفترة طويلة, كما يحذر الباحثون من مكملات الحديد لمرضى السكتة الدماغية, كونه يتسبب في تفاقم الحالة, بل وينصح الباحثون بتنقية الدم من الحديد الزائد لدى مرضى السكتة الدماغية.
تتعدد صور وصيغ الحديد التي يستخدمها الأطباء, ومن هذا المنطلق يسمي بعض الباحثون صيغة دكستران الحديد ذو الوزن الجزيئي العالي بالذئب في ثياب الحمل, حيث تفضل المصانع إنتاجه لرخص ثمنه, إلا أنه قد يعرض حياة المعالجين به للخطر, خصوصا إذا ما تم استخدامه عن طريق الحقن.
وحتى كتابة هذه المقالة لا تزال الكثير من المعامل تستكشف المزيد من آثار الحديد الصحية إيجابية كانت أو سلبية.