[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]النظام في مواجهة الفوضى ، قوة أوروبية عظمى في مواجهة دولة مفلسة ، الملفوف المملح المتخمر (ساوركراوت) في مواجهة جبن الفيتا .. لقد حولت الأزمة الأوروبية مواجهة يوم غد الجمعة بين اليونان وألمانيا في دور الثمانية من بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2012" إلى مباراة في التعصب والتحامل. رغم أن البلدين لديهما الكثير من القواسم المشتركة.
أصبح هناك ما يبدو وأنه مواجهة كلاسيكية أوروبية جديدة ، تصل إلى أبعاد جديدة خارج مملكة الرياضة.
وتتلاعب صحف ألمانيا بفكرة أن اليونان دولة كسولة تبحث عن المتعة وحسب بينما تطالب صحف اليونان على الجانب الآخر لاعبيها بالثأر في الملعب لإجراءات التقشف الصارمة التي فرضتها عليهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وتساءلت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار في سخرية تقول: "ما الذي يستطيع اليونانيون تقديمه ، بخلاف الديون؟" وذلك وسط تحليلها لأداء منتخب اليونان.
ووصلت الصحيفة إلى نتيجة أن المنتخب اليوناني تحت قيادة المدرب البرتغالي فيرناندو سانتوس سيلجأ إلى العنف غدا بكل تأكيد.
ووجهت الصحيفة نصيحة إلى لاعبي ألمانيا بتوخي الحذر قائلة: "انتبهوا لعظامكم يا شباب!".
ودأبت الصحيفة الألمانية الشعبية، صاحبة أعلى مبيعات في أوروبا ، في الآونة الأخيرة على التركيز على شعور العديد من الألمان بالتحامل تجاه سوء إدارة الدولة الأوروبية الجنوبية.
وحافظت "بيلد" على هذا التوجه الفكري عن طريق نغمة إطلاق المزحة الاقتصادية الكروية كأن تقول على سبيل المثال "لا يوجد حزمة إنقاذ يمكنها أن تنقذ" اليونانيين.
ونقلت "بيلد" أمس الأربعاء عن المهاجم الألماني توماس مولر اعترافه بأن "المزحات اليونانية لا تتخطى حدود اللياقة" داخل غرفة تغيير ملابس لاعبي ألمانيا. وأعلنت أنها اكتشفت أن المهاجم اليوناني جورجيوس ساماراس ، الذي يشترك في اسم العائلة مع رئيس الوزراء اليوناني الجديد ، يضع ملمع أحذية على شعره.
بينما نقلت "بيلد" اليوم الخميس عن جاسوسها"المتخفي داخل فندق المنتخب اليوناني" أن لاعبي اليونان "يشتمون ويدخنون ويغنون" ووصفهم بأنهم "مقتصدون بشدة" في إشارة إلى تدني أسعار غرف الفندق الذي ينزلون فيه.
كما لاحظت "بيلد" عشية مباراة ألمانيا مع اليونان أن "هؤلاء اليونانيون يحبون أحدهم الآخر. فهم يشبكون أذرعتهم أثناء ذهابهم إلى المتنزهات ويتحدثون ويضحكون كثيرا".
من جانبها راهنت الصحف اليونانية على "فوز الوحدة الوطنية" اليونانية على "الهيمنة الأجنبية الألمانية" في إشارة إلى كل من الاحتلال النازي المؤلم لليونان إبان الحرب العالمية الثانية وإلى تبعية أثينا الاقتصادية الحالية لبرلين.
وكتبت صحيفة "جول" اليونانية تقول: "أعيدينا يا ميركل" قبل أن تضيف: "لن تتمكني أبدا من إخراج اليونان من الاتحاد الأوروبي".
وكانت ميركل أعلنت أمس الأربعاء عن اعتزامها حضور مباراة الجمعة في جدانسك.
ووسط هذا التصعيد الجدلي ، يصر الكثيرون على أن مباراة الغد مجرد مواجهة رياضية. حيث أشارت "جول" نفسها إلى أن الأزمة السياسية لن يتم حلها في الملعب وقالت: "إهدأوا ، إنها كرة قدم وحسب".
كما حاول يواخيم لوف مدرب ألمانيا أن يبدد التوتر بلباقة نافيا أن تكون هناك أي صفقات بينه وبين ميركل.
وقال لوف: "إنها لا تتدخل في تشكيل الفريق أو خطط اللعب ، وأنا أيضا أنأى بنفسي عن مواقفها السياسية".
ولكن في الوقت نفسه ، يمكن لمباراة الجمعة أن تساعد الكثير من الناس على رؤية العدد الكبير من القواسم المشتركة بين ألمانيا واليونان.
فقد كان أول ملك لليونان بعد استقلال البلاد من حكم الدولة العثمانية عام 1829 ألمانيا وهو الملك أوتو الأول (1833-1862). ونظرا لأن اليونانيين اعتبروه مفروضا عليهم من قبل الدائنين الأجانب ، مع التحبيذ بعدم عقد مقارنات مع الموقف الراهن ، فقد تم عزله من منصبه ونفي خارج البلاد في عام 1862.
وفي السنوات الأخيرة ، جلب ملك ألماني آخر لقب باسم "الملك أوتو" السعادة الكبيرة إلى اليونان عندما قاد المدرب الألماني أوتو ريهاجل منتخب البلاد لإحراز لقب بطولة الأمم الأوروبية يورو 2004 في أكبر إنجاز كروي تحققه اليونان طوال تاريخها.
وقال ريهاجل قبل مباراة الجمعة: "لدي قلبان يخفقان داخل صدري .. فقد أمضيت سنوات عديدة في اليونان ، ولكنني بالتأكيد لازلت ألمانيا قلبا وقالبا. آمل أن يقدم فريقي اليوناني أداء جيدا ، ولكنني لن أحزن أيضا إذا فازت ألمانيا".
كما تشترك اليونان مع ألمانيا في موروث روحاني ، فعلى أرضيهما ولد أكثر الفلاسفة تأثيرا في التاريخ.
وكانت فرقة "مونتي بايثون" التمثيلية الكوميدية البريطانية قدمت مباراة كرة قدم تخيلية مضحكة عن هذه العلاقة ، وقد عاد الفيديو المصور لهذه المباراة للتدوال من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت في الأيام القليلة الماضية ، وهو ما يعتبر منتج آخر غير متوقع لمباراة الجمعة.