تعرف على نفسك
هناك حكمة أو مقولة شهيرة
(إعرف نفسك)
وأنا أقول ( تعرف على نفسك)
قد تبدو بنفس المعنى .. ولكن لا يضير
لو تعرفنا عليها أكثر ..
أن نجالسها وندعوها للغداء أو العشاء
نتبادل معها الأحاديث عن قرب
نجلس في أحد المقاهي
أو على شاطىء البحر ... ولكن ؟؟؟؟
حين يتعرف الإنسان منا إلى نفسة
ماذا سيقول لها ؟؟
هل سيقول لها مرحباً نفسي
كيف الحال وشو الأخبار .. والله زمان عنك
أين كنت .. ذكريات والله .. وحين يبدأ الحديث
يسألها .. ماذا ترغبين .. ماذا تشربين
إطلبي وتمني يا نفسي لأكون عند حسن ظنك بي ؟
وهكذا ..
نقضي العمر ونحن نفتش عن أنفسنا
فلا نجدها ... وحين نلتقي معها وجهاً لوجه
أو على أحدى منعطفات الحياة المرعبة .
تكون الصدمة .. ونشعر بالغربة والوحشة والدهشة
لأن ما كنا نفتش عنه كان يسكننا طوال العمر
في كل لحظة وفي كل نفس .. في عمقنا وذاتنا
في مشاعرنا وفي أحاسيسنا ..
وأخيراً حين نتعرف إلى أنفسنا .. نعانقها ونقبلها
ونضمها ونشمها كأنها غائب عائد من سفر طويل
مع أول صدمة .. صرت لها الخادم والنادل ..
لا شيء أجمل من أن تتشاجر مع نفسك ثم تتصالح
معها .. فأحياناً يكون المشوار أجمل من الوصول
ويكون السؤال أبلغ من الجواب .. ويكون الغائب
أجمل من حضوره .. إفتح قلبك وافتح الأبواب
والشبابيك ... ستجد أن ما تفتش عنه كان دوماً
معك وكان يحاورك طوال الوقت ..