ﺍﻫﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻋﺘﻨﻮﺍ ﺑﺠﻤﻊ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ، ﻭﺇﺑﺮﺍﺯ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺃﺧﻼﻗﻪ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺨﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﺂﺛﺮﻩ ، ﻛﻤﺎ ﺃُﻓﺮﺩﺕ ﻛﺘﺐ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻭﺷﻤﺎﺋﻠﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻤﻪ ﻭﻳﻮﻗﺮﻩ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎﻙَ ﺷَﺎﻫِﺪﺍً ﻭَﻣُﺒَﺸِّﺮﺍً ﻭَﻧَﺬِﻳﺮﺍً * ﻟِﺘُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﺗُﻌَﺰِّﺭُﻭﻩُ ﻭَﺗُﻮَﻗِّﺮُﻭﻩُ ﻭَﺗُﺴَﺒِّﺤُﻮﻩُ ﺑُﻜْﺮَﺓً ﻭَﺃَﺻِﻴﻼً } (ﺍﻟﻔﺘﺢ:9:
.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : " ﻭﻣﻤﺎ ﻳُﺤْﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﺎ ﺟﺒﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻛﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺸﻴﻢ ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺷﻴﻤﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺨﻠﻖ ، ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺷﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ، ﻓﺈﻧﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺨﻠﻖ ، ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﺃﻣﺎﻧﺔ ، ﻭﺃﺻﺪﻗﻬﻢ ﺣﺪﻳﺜﺎً ، ﻭﺃﺟﻮﺩﻫﻢ ﻭﺃﺳﺨﺎﻫﻢ ، ﻭﺃﺷﺪﻫﻢ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻً ، ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﻋﻔﻮﺍً ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺣﻠﻤﺎً ، ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ـ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ : " ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﻱ ﻭﺭﺳﻮﻟﻲ ، ﺳﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﻔﻆ ﻭﻻ ﻏﻠﻴﻆ ﻭﻻ ﺻﺨﺎﺏ ﺑﺎﻷﺳﻮﺍﻕ ، ﻭﻻ ﻳﺠﺰﻱ ﺑﺎﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻌﻔﻮ ﻭﻳﺼﻔﺢ ، ﻭﻟﻦ ﺃﻗﺒﻀﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﻴﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺟﺎﺀ ، ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻓﺘﺢ ﺑﻪ ﺃﻋﻴﻨﺎ ﻋﻤﻴﺎ ﻭﺁﺫﺍﻧﺎ ﺻﻤﺎ ﻭﻗﻠﻮﺑﺎ ﻏﻠﻔﺎ " . ﻭﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺃﺭﺃﻓﻬﻢ ﺑﻬﻢ ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻧﻔﻌﺎً ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﺩﻧﻴﺎﻫﻢ ، ﻭﺃﻓﺼﺢ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻮﺟﻴﺰﺓ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ، ﻭﺃﺻﺒﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﻭﺃﺻﺪﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ، ﻭﺃﻭﻓﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻟﺬﻣﺔ ، ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺄﺿﻌﺎﻓﻪ ، ﻭﺃﺷﺪﻫﻢ ﺗﻮﺍﺿﻌﺎً ، ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﺇﻳﺜﺎﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﺃﺷﺪ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺫﺑَّﺎً ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻪ ، ﻭﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﺃﻗﻮﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ، ﻭﺃﺗﺮﻛﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺃﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻟﺮﺣﻤﻪ " .
ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ :
ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ـ ﻟﻪ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻟَﻌَﻤْﺮُﻙَ ﺇﻧَّﻬُﻢْ ﻟَﻔِﻲ ﺳَﻜْﺮَﺗِﻬِﻢْ ﻳَﻌْﻤَﻬُﻮﻥَ }(ﺍﻟﺤﺠﺮ: 72)، ﻛﻤﺎ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: { ﻭﺇﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ }(ﺍﻟﻘﻠﻢ: 4)، ﻭﻗﺎﻝ: { ﻭﺭَﻓَﻌْﻨَﺎ ﻟَﻚَ ﺫِﻛْﺮَﻙَ }(ﺍﻟﺸﺮﺡ: 4) ، ﻓﻼ ﻳُﺬﻛﺮ ﺑَﺸَﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺜﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳُﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻳﺜﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - : { ﺇﻧَّﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎﻙَ ﺷَﺎﻫِﺪﺍً ﻭﻣُﺒَﺸِّﺮﺍً ﻭﻧَﺬِﻳﺮﺍً * ﻟِﺘُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭﺗُﻌَﺰِّﺭُﻭﻩُ ﻭﺗُﻮَﻗِّﺮُﻭﻩُ ﻭﺗُﺴَﺒِّﺤُﻮﻩُ ﺑُﻜْﺮَﺓً ﻭﺃَﺻِﻴﻼً }(ﺍﻟﻔﺘﺢ 8 : 9) . ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻝ: " ﺇﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺣﺔ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺮ ﻟﻪ ، ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ، ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺫﻟﻚ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ".
ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻣﻴﺰﻩ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺑﻪ - ﻣﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻨﺴﺐ ، ﻭﻛﺮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺐ ، ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ، ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ، ﻭﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻕ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ، ﻭﺃﺫﻯ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .
ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ :
ﻟﻤﺎ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ - ﺷﺮﻑ ﻟﻘﺎﺀ ﻭﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ ﺍﻷﻭﻓﻰ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻴﺮﻩ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﺪﺭﻛﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ .. ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﺣﻴﻦ ﻓﺎﻭﺽ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺎﻝ : " ﺃﻱ ﻗﻮﻡ ! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﻭﻓﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﻭﻓﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺼﺮ ﻭﻛﺴﺮﻯ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥْ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻠﻜﺎً ﻗﻂ ﻳﻌﻈﻤﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﻌﻈﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪﺍ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺗﻨﺨﻢَّ ﻧﺨﺎﻣﺔً ﺇﻻ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻛﻒ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺪﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺟﻠﺪﻩ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﺑﺘﺪﺭﻭﺍ ﺃﻣﺮﻩ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻮﺿﺄ ﻛﺎﺩﻭﺍ ﻳﻘﺘﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻮﺋﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺧﻔﻀﻮﺍ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺪُّﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻪ .." ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺗﻮﻗﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ : ﻛﻴﻒ ﻧﻌﻈﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ؟
ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺟَّﻞ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺻﻮﺭ ﺗﻮﻗﻴﺮ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ، ﻓﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻫﻲ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺄﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻻﺯﻡ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻣﻬﺎ ، ﺇﺫ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘﺎً ـ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ : " ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ ، ﻭﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ، ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻣﺎ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﻰ ﻭﺯﺟﺮ ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳُﻌْﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻉ " .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺮ ، ﺇﺫ ﺃﻱ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺃﻭ ﺗﻮﻗﻴﺮ ﻟﻠﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﺪﻯ ﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺧﺒﺮﻩ ، ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻨﻜﻒ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ ، ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ، ﺃﻭ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ ، ﻭﻋَﺒَﺪ ﺍﻟﻠﻪَ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﻪ ؟! ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ( ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ(ﻣﺮﺩﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ) ) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻭﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ :
ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﺏ ﻋﻨﺪ ﺫ ﻛﺮﻩ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﺠﺮﺩﺍً ، ﺑﻞ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ ، ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ، ﻭﺗﻌﺪﺍﺩ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ، ﻭﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﻭﺩﻻﺋﻞ ﻧﺒﻮﺗﻪ ، ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ، ﻭﺗﺬﻛﻴﺮﻫﻢ ﺑﻤﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ، ﻭﺫﻛﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺧﻼﻟﻪ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻭﺳﻴﺮﺗﻪ ﻭﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ..
ﻭﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﺴﺘﻘﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﻓﺈﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺣﺘﻤﺎً ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺑﻤﺪﺣﻪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ ، ﻭﺗﺮﻯ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻣﻤﺘﺜﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻭﻣﺘﺒﻌﺔ ﻟﺸﺮﻋﻪ ﻭﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ، ﻭﻣﺆﺩﻳﺔ ﻟﻤﺎﻟَﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ، ﻭﺳﻄﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﻠﻮ.
ﻭﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻀَّﻤَﻨَﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﻗﻠﺒﺎً ﻭﻗﺎﻟﺒﺎً ، ﻭﺗﺤﻜﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ، ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ .
ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ـ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻣﻌﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻓﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻣﺮﻩ ، ﺃﻭ ﻗﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻗﻮﻟﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻻ ﺗُﻘَﺪِّﻣُﻮﺍ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻱِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺳَﻤِﻴﻊٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ } (ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ: 1) .
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺄﺳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻈﺎً ﺑﺘﻌﻈﻴﻤﻪ ، ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﻮﺿﻪ ، ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﻮﺍ ﺳﻨﺘﻪ ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﻫﺪﻳﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ .
ﺇﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻪ ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ، ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ، ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺩﺑﺮﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِﻤَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَ ﻭَﺫَﻛَﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺜِﻴﺮﺍً }(ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ:21) ..
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻈﻤﻴﻦ ﻟﺮﺳﻮﻟﻨﺎ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﻴﻦ ﻟﺴﻨﺘﻪ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺸﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺗﻪ ، ﻭﻳﺴﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺷﺮﺑﺔ ﻻ ﻧﻈﻤﺄ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍ ..