سأكتبُ عن صديقاتي ..
أرى فيها.. أرى ذاتي
ومأساةً كمأساتي ..
سأكتبُ عن صديقاتي
عن السجن الذي يمتصُّ أعمارَ السجيناتِ ..
عن الزمن الذي أكلتْهُ أعمدةُ المجلاتِ ..
عن الأبواب لا تُفتحْ
عن الرغبات وهي بمهدها تُذبحْ
عن الحَلَمات تحت حريرها تنبحْ
عن الزنزانة الكُبرى
وعن جدرانها السودِ ..
وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ
دُفنَّ بغير أسماء
بمقبرة التقاليدِ ..
صديقاتي ..
دُمىً ملفوفةٌ بالقطنِ ،
نقود .. صكَّها التاريخُ ، لا تُهدى ولا تُنْفَقْ
مجاميع من الأسماك في أحواضها تُخنَقْ
وأوعية من البللور ماتَ فراشها الأزرق ...
بلا خوفٍ ..
سأكتب عن صديقاتي
عن الأغلالِ دامية بأقدام الجميلاتِ ..
عن الهذيان.. والغثيان .. عن ليل الضراعاتِ
عن الأشواق تُدفن في المخداتِ ..
عن الدَّوران في اللاشيء ..
عن موت الهنياتِ ..
صديقاتي ..
رهائن تُشترى وتباعُ في سوق الخرافاتِ ..
سبايا في حريم الشرق ..
يَعْشنَ ، يمُتْنَ ، مثل الفِطْر في جوف الزُّجاجاتِ
صديقاتي ..
طيورٌ في مغائرها
تموتُ بغير أصواتِ ...
يَعْشنَ ، يمُتْنَ ، مثل الفِطْر في جوف الزُّجاجاتِ
صديقاتي ..
طيورٌ في مغائرها
تموتُ بغير أصواتِ ...]